مسؤولة أممية: شمال قطاع غزة يعاني مجاعة شاملة تتجه إلى جنوبه    انتشال جثمان شهيد ثانٍ من تحت ركام المنزل الذي هدمه الاحتلال في دير الغصون شمال طولكرم    مستعمرون يعطبون مضخات مياه في الأغوار الشمالية    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة الى 34,654 والاصابات إلى 77,908 منذ بدء العدوان    الاتحاد الأوروبي: ملتزمون بحماية استقلال المحكمة الجنائية والتهديدات ضدها غير مقبول    الاحتلال يشدد إجراءات دخول المسيحيين إلى القدس لإحياء الشعائر الدينية بـ"سبت النور"    طلاب في جامعة "برينستون" الأميركية يضربون عن الطعام تضامنا مع غزة    مجلس الأمن يعقد اجتماعا الأسبوع الجاري بشأن المقابر الجماعية في قطاع غزة    مع دخول العدوان يومه الـ211: الاحتلال يواصل قصفه الصاروخي والمدفعي على قطاع غزة مخلّفا عشرات الشهداء والجرحى    الحراك الطلابي التضامني مع قطاع غزة يمتد إلى جامعات جديدة حول العالم    الاحتلال يشرع بهدم المنزل المحاصر في دير الغصون شمال طولكرم    شهداء وجرحى في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    انتشال جثامين 7 شهداء من مدينة خان يونس    قوات الاحتلال تحاصر منزلا في بلدة دير الغصون شمال طولكرم    دويكات: الأجهزة الأمنية تعاملت مع شخص أطلق النار على دورية للأمن في طولكرم  

دويكات: الأجهزة الأمنية تعاملت مع شخص أطلق النار على دورية للأمن في طولكرم

الآن

لماذا فتحت الاونروا مدارسها في وقتها المحدد؟

بقلم * المفوض العام لـ "الأونروا": بيير كرينبول*
القدس..التقيت في الشهر الماضي طالبة لافتة للانتباه تدعى آية عباس. وآية طالبة في الصف التاسع من مخيم اليرموك للاجئين خارج دمشق، وكانت قد أحرزت المركز الأول على الطلبة من أرجاء سوريا كافة. وعلى الرغم من الصعوبات غير العادية التي واجهتها بوصفها طفلة لاجئة من فلسطين، بما في ذلك النزوح القسري من المخيم الذي ولدت وترعرعت فيه، إلا أنها تفوقت على أقرانها في الموضوعات كافة. إن شجاعتها وتصميمها يجسدان الالتزام الذي يتمتع به 526,000 طالب وطالبة يدرسون في 711 مدرسة تابعة لنا في سوريا والأردن ولبنان وغزة والضفة الغربية (بما فيها القدس الشرقية).
إن الطلبة، من أمثال آية، هم السبب وراء قراري بفتح مدارسنا في الوقت المحدد هذا الأسبوع، على الرغم من عجز يفوق مئتي مليون دولار – وهو عجز غير مسبوق في تاريخ "الأونروا" الممتد عبر سبعين سنة. وقد أعرب العديد من الأشخاص عن رضاهم لما اعتبروه قرارا شجاعا. وعلى أية حال، فإن الأبطال الحقيقيين الذين يستحقون تضامننا هم الطلبة في مدارسنا والذين يبلغ عددهم نصف مليون طالب وطالبة والذين لا يزال إيمانهم بالأونروا – وبالمجتمع الدولي من ورائها – ثابتا لم يتزعزع بالرغم من عدم اليقين المتكرر وغياب الأفق السياسي. إن شجاعتهم ينبغي أن يتم الاحتفاء بها من قبل العالم بأسره.
واعترافا بإيمانهم هذا، ولتقديم الشكر كذلك للمانحين العديدين الذين قاموا اما بزيادة تبرعاتهم بشكل كبير أو بتسريع صرف تبرعاتهم لهذا العام، فإننا نقوم بفتح مدارسنا للاحتفاء بواحد من أكثر برامج التنمية البشرية نجاحا في الشرق الأوسط. ولعقود عديدة، أدرك المانحون أن الأونروا تشكل قوة مضاعفة لتحقيق الاستقرار في واحدة من أشد المناطق اضطرابا في العالم. وعلاوة على ذلك، فإن احتمال عدم توجه أكثر من نصف مليون طفل إلى المدارس يسبب قلقا عميقا للبلدان المستضيفة التي استقبلت بسخاء مئات الآلاف من اللاجئين لعقود من الزمان.
وفي الوقت الذي نحتفي به، وباستحقاق،  بفتح مدارسنا في الموعد المحدد، فإن علينا ألا ننسى حقيقة أننا لا نزال نواجه أزمة مالية حادة ومعيقة. لقد بدأ العام الحالي بقرار مؤسف من قبل الإدارة الأميركية بتخفيض 300 مليون دولار من تبرعاتها السنوية المخطط لها لموازنتنا، وذلك بالإضافة إلى عجز كان موجودا في السابق قيمته 146 مليون دولار.
ومن أجل التغلب على التهديد الوجودي الذي واجهناه نتيجة للفجوة التمويلية الحادة، قمنا بإطلاق الحملة العالمية لجمع التبرعات "الكرامة لا تقدر بثمن" في كانون الثاني بهدف فتح مسارات جديدة للتمويل وزيادة الوعي حيال محنة لاجئي فلسطين. ولحسن الحظ، قمنا بجمع حوالي 238 مليون دولار منذ بداية العام. وفي الوقت الذي استمددنا فيه التشجيع جراء التضامن القوي من المجتمع الدولي، بمن في ذلك المانحون الجدد، إلا أننا لا نزال بحاجة إلى 217 مليون دولار للإبقاء على مدارسنا مفتوحة حتى نهاية العام. إن هذا يتطلب المزيد من العمل الجماعي الحاسم من قبل المجتمع الدولي الذي نقوم وبكل إخلاص بتنفيذ مهام ولايته المعطاة لنا.
وبعد حوالي سبعين عاما من قيام الجمعية العامة للأمم المتحدة بتأسيس الأونروا، لا تزال الوكالة تمثل تعبيرا دائما عن الإرادة الجماعية للمجتمع الدولي. لقد قمنا وبنجاح بمساعدة أجيال من لاجئي فلسطين على تحقيق إمكاناتهم البشرية عن طريق توفير التأسيس اللازم لهم عبر التعليم. إن العديدين من خريجينا يحتفى بهم بوصفهم روادا للأعمال وباحثين وقادة في مجتمعاتهم.
ومنذ انضمامي للأونروا مفوضا عاما لها في آذار 2014، لم يقم شيء بإثارة إعجابي أكثر من الشغف الذي يجتاح طلبة الأونروا في سعيهم لتحصيل تعليمهم. ولا يمكنني أن أتصور نفسي أقف بمواجهة نصف مليون طالب وطالبة وأهاليهم لأخبرهم بأن تعليمهم مكلف جدا بالنسبة للعالم. وبالمثل، فإننا لا نملك رفاهية أن نفتح نصف مدارسنا أو إغلاق نصف عياداتنا التي يبلغ عددها 150 عيادة تقريبا. وإنني لا أزال أؤمن بشدة بأننا مجتمعين قادرون وملزمون بحماية كرامة لاجئي فلسطين وأمنهم البشري.
إن اللاجئين مثل آية عباس لا يتم تعريفهم من خلال نزوحهم الدائم بل من خلال تصميمهم الكامل على تحقيق كامل إمكاناتهم البشرية. ومثلما أثبتت هي والعديدون غيرها على مدار السنين، فإن لاجئي فلسطين يعدون أحد أكثر الشعوب اجتهادا في العالم إذا ما تم منحهم الفرص والأدوات اللازمة. ومرة بعد أخرى، فإنهم يظهرون ارتباطهم غير العادي بالتعليم النوعي والخدمات الحيوية الأخرى التي نقدمها.
وينبغي علينا عدم خذلان نصف مليون طالب مثل آية  ونحن لا يمكننا أيضا أن نشطب وجودهم. لقد قيل للاجئي فلسطين أن يؤمنوا بعملية السلام إلى أن يتم التوصل إلى "حل عادل ودائم" لمحنتهم. وبعد عقود، فإنهم لم يحظوا لا بعدالة ولا بحل دائم.
إن المجتمع الدولي مسؤول أخلاقيا عن إدامة الخدمات الحيوية كالتعليم والصحة للاجئي فلسطين إلى أن تتم تسوية النزاع السياسي؛ ذلك أن الكرامة لا تقدر بثمن.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024