"الأونروا": ارتفاع عدد النازحين من رفح إلى 450 ألفا خلال التسعة أيام    الاحتلال يواصل إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم وسط تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة    مئات المستعمرين يقتحمون الأقصى ويرفعون علم الاحتلال في باحاته    الاحتلال يغلق المدخل الغربي للمغير شرق رام الله    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 35173 والاصابات إلى 79061 منذ بدء العدوان    بوليفيا تدعو سلطات الاحتلال إلى إجراء "تحقيق شفاف" في اعتداءات المستعمرين المتواصلة بحق شعبنا وضرورة محاسبتهم    المعتقل محمد عارضة من عرابة جنوب جنين يدخل عامه الـ23 في الأسر    إدارة جامعة "UW" في ولاية "ويسكونسن" الأميركية تستجيب لمطالب الطلبة المؤيدة لشعبنا    الاعتداء الثالث خلال أسبوع: مستعمرون يضرمون النار بمقر "الأونروا" في القدس    14 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال في مخيم النصيرات    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 35.091 شهيدا و78.827 مصابا    فتوح يدين تصريحات السيناتور غراهام بشأن غزة    "فتح" تثمن دور الصين في رعاية الحوار الفلسطيني لتحقيق الوحدة الوطني    مستعمرون يمنعون مرور شاحنات مساعدات من الضفة إلى غزة    الاحتلال يوسع توغله برفح ويكثف غاراته شمالي القطاع  

الاحتلال يوسع توغله برفح ويكثف غاراته شمالي القطاع

الآن

يا عرب لا تستعجلوا التطبيع

باسم برهوم

ما سربته وسائل الاعلام الإسرائيلية من تصريحات موغلة في عنصريتها لحاخامات يهود مؤخرا لم يفاجئنا نحن الفلسطينيين، فنحن نعيش هذه العنصرية لحظة بلحظة في حياتنا قولا وفعلا. ولكن لعل في هذه العنصرية، التي لا تفوقها عنصرية حتى النازية والفاشية، درسا لأمتنا العربية وخاصة هؤلاء المهرولين لتطبيع علاقاتهم مع اسرائيل.

بالمناسبة هذه التصريحات لم تكشف المستور، كما يقال، فإسرائيل وقادتها لم يعودوا بحاجة لإخفاء هذا الوجه العنصري لهم، بعد اقرار قانون يهودية الدولة، فلماذا تخفي اسرائيل عنصريتها مادامت الدول الديمقراطية في العالم لم تنتقد بشكل صريح هذا القانون العنصري واللاإنساني والذي يتناقض مع مبادئ الديمقراطية والقانون الدولي وحقوق الانسان، وما دامت دول عربية تصم آذانها عن القانون، وتعجل من تطبيعها مع اسرائيل، وبما يتناقض مع مبادرة السلام العربية، التي تقول ان اي تطبيع مع اسرائيل لن يتم قبل انسحابها من الاراضي الفلسطينية والعربية التي احتلتها في حرب عام 1967.

هذا التبجح العنصري ما كان ليتم لولا هذا الصمت، بل التواطأ الدولي ومع الاسف من البعض العربي. ان ما صدر من تصريحات حاخاماتهم تصف العرب بأنهم يعانون من خلل وراثي لأنهم يفضلون العيش تحت الاحتلالات، من دول ذات سيادة يجب التدقيق فيها فعلا، ما دام بعض العرب لا يدركون حتى اللحظة ان اسرائيل خطر عليهم وعلى مستقبلهم كأمة، وان الاستعمار وضعها في وسطهم ليضمن هيمنته المستمرة على المنطقة العربية وثرواتها.

الجانب الذي قد يمنحنا الامل نحن كفلسطينيين، هو ان العنصرية كلما زادت عن حدها واستفحلت فأنها تحرق أصحابها قبل غيرهم، هكذا علمنا التاريخ واسرائيل ليست استثناء. نحن في مواجهة يومية مع هذا المشروع الصهيوني العنصري منذ اكثر من مئة عام وسنواصل هذه المواجهة الى ان ينهزم هذا المشروع.. الم تصف الامم المتحدة عام 1975 الصهيونية بأنها شكل من اشكال العنصرية.

صحيح انها تراجعت عن هذا القرار عندما لاحت في الافق فرص لتحقيق السلام بعد مؤتمر مدريد، الا ان الاحداث اللاحقة تؤكد ان اسرائيل لم تتخل عن مشروعها العنصري التوسعي.والذي بلغ ذروته بقانون يهودية الدولة دون ان يقول ما هي حدود هذه الدولة، فهذا المشروع العنصري قابل للتمدد ليشمل كل المنطقة وكل العرب الذي وصفهم الحاخامات بانهم يعانون من خلل وراثي ويتعايشون مع الاستعباد.

من دون شك اننا، واقصد الامة العربية، نعيش احدى اكثر مراحلنا انحطاطا، ولكن على هؤلاء العنصريين، الذين كانوا يعيشون في كنف العرب لقرون عديدة بسلام وتسامح، ان يدركوا ان التاريخ البشري لا يتوقف عن السير الى امام، فإذا كانوا يعتقدون ان هذا الزمان زمانهم فليكن، ولكن هذا الزمان ليس الى الابد.

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024