الصحة العالمية: الوقود في مستشفيات جنوب قطاع غزة يكفي لثلاثة أيام فقط    انتشال 49 شهيدا حتى الآن من مقبرة جماعية ثالثة تم اكتشافها داخل مجمع الشفاء    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 34844 شهيدا وأكثر من 78404 إصابات    الاحتلال يغلق معبر كرم أبو سالم بعد إدخال شاحنة وقود لـ"الأونروا"    مدفعية الاحتلال تستهدف مبان سكنية وسط مدينة رفح    الشيخ: نرفض أي شكل من أشكال الوصاية على معبر رفح    الاحتلال يهدم أربعة مساكن في الجفتلك شمال أريحا    موسكو تطالب بـ"امتثال صارم" للقانون الدولي فيما يتعلق بتوغل الاحتلال في رفح    مع دخول العدوان يومه الـ215: عشرات الشهداء والجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة    الاحتلال يعتقل 30 مواطنا من الضفة ما يرفع حصيلة الاعتقالات منذ 7 أكتوبر إلى 8640    الاحتلال يعيد فتح معبر كرم أبو سالم التجاري ويواصل اغلاق معبر رفح    بسبب المقاطعة: تراجع أرباح شركة "أمريكانا للمطاعم"    السلطات الإسرائيلية تباشر هدم 47 منزلا في النقب داخل أراضي الـ48    بوريل: لا مكان آمن في قطاع غزة ونحن على مشارف أزمة إنسانية كبرى    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 34789 شهيدا و78204 اصابات  

ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 34789 شهيدا و78204 اصابات

الآن

مرسوم الرئيس

بقلم: موفق مطر

أطلق الرئيس محمود عباس أمس الأول شارة انطلاق السباق الديمقراطي للفوز بوسام الوطنية الذي لن يناله الفائز إلا بعد قطعه مسيرة السباق ووصوله على آخر لحظة من مدة الدورة الانتخابية التشريعية، فالفائز بمقعد في المجلس التشريعي باعتباره المرحلة الأولى التي ستليها الانتخابات الرئاسية واستكمال انتخابات المجلس الوطني سيستحق لقب النائب الوطني بشرط اجتياز اختبارات وامتحانات نظرية وعملية لا علاقة لها بالمناظرات الكلامية الخطابية الشعبوية، وإنما بالإبداعات الفكرية النظرية القابلة للتطبيق عمليا لرفع المصالح الوطنية العليا والانتصار لها  قولا وفعلا، وتغليبها على المصلحة الحزبية، والنجاح في تكريس سبل العمل القويم السليم  في مسار الانتصار للثوابت الوطنية الفلسطينية المعلومة والمعروفة لدى الشعب الفلسطيني، وباتت تمثل محور إجماع، والانخراط بإخلاص وصدق في عملية نظم برنامج وطني يضع فلسطين وحدها في عميق ميدان زاوية الرؤية للحاضر والمستقبل، حتى وإن كانت الرؤية بعدسة حزبية، فالحزب أو الحركة أو الجبهة أو المستقل الذي لا تكون فلسطين عدسته وشبكته العصبية ومركز عصبه البصري والفكري والحسي ليس فلسطينيا ولن يكون كذلك حتى لو خانت الظروف والوقائع وتمكن من الفوز بثلثي مقاعد المجلس التشريعي.

لا تحتمل الحالة الفلسطينية الترف ومظاهر التنافس التقليدية التي نعرفها ونعيشها في بلدان العالم في مثل هذه الاستحقاقات الدستورية القانونية، فنحن نفترض أن كل القوى والأحزاب والأفراد تلتقي عند جوهر وروح برنامج واحد التحرر والحرية وبناء الدولة، أما النظريات  الناظمة لسياسات الأحزاب والقوى والأفراد، وكذلك المرجعيات فهي تفاصيل، ستبقى فارغة من أي مضمون، ولا مجال لتطبيقها أو النجاح في تكريسها على أرض الواقع مالم تكن فلسطين الحرية والتحرر والدولة المستقلة ذات السيادة، التقدمية الديمقراطية في صلبها، وما لم يكن الشعب الفلسطيني كله ودون استثناء الهدف المنشود، فالتجارب القريبة جدا لذاكرتنا الوطنية والعربية والدولية قد أثبتت وبالبرهان انهيار السباقات في هذا المسار الرئيس والمهم في ميدان الديمقراطية بسبب احتلال الحزب مكانة الوطن في نقطة الهدف.

لن تكون الانتخابات التشريعية خطوة على طريق استعادة نظام وقانون السلطة الوطنية الفلسطينية في قطاع غزة كشرط لتلبية متطلبات الدولة المستقلة مالم يؤكد المتنافسون ايا كانت مرجعياتهم ايمانهم بسيادة القانون ومؤسساته، مالم تنجح عقلية المواطنة من إثبات ذاتها بالخروج بأمان وسلام من شبكة المتاهات العائلية والعشائرية والحزبية الفئوية والعصبوية الجهوية، وإلا فإنها- أي الانتخابات- ستكون سبيلا جديدا لانتشار فيروس انقسامات متحورة ومركبة غير مسبوقة؛ لذا من المهم معرفة معنى وأبعاد الخطاب القائل بأن الانتخابات خطوة على طريق إنهاء الانقسام الجيوسياسي الفلسطيني، فالأصل أن نعتقد بأن الانتخابات فرصتنا لتجسيد المواطنة بأحسن صورها، وإعادة بلورة الأهداف الوطنية لتبدو واضحة المعالم والتفاصيل حتى لا يظن أحد امتلاكه حق خدشها بحجة التزامه بمرجعياته اللاوطنية وارتباطاته بالأجندات الإقليمية والخارجية.. فالإيمان بالمواطنة ومعرفة حدود واجباتها وحقوقها ومنها الحق في الترشح والانتخاب والتعبير عن الرأي، وحق تمثيل إرادة المواطنين في تشكيل النظام السياسي، الشرط الأساس لنجاح الشعب الفلسطيني– وأي شعب في العالم– في تكريس الديمقراطية كمنهج للحياة السياسية وما تتضمنه من مساواة وعدالة وضمان الحقوق.

سيبقى مرسوم رئيس دولة فلسطين أبو مازن في هذه اللحظات المصيرية علامة فارقة في تاريخ فلسطين السياسي، فالمرسوم جاء في أوج وذروة الصراع مع منظومة الاحتلال الاستعماري الاستيطاني العنصري (اسرائيل) وتزامن مع حملة غدر وطعنات في الظهر (التطبيع) الرسمي  العربي، وفي ظل هيجان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أصاب منظومة الديمقراطية الأميركية بجروح بالغة لا ندري الى متى ستبقى نازفة ومدى تأثيراتها السلبية على دول العالم بما فيها دول منطقتنا، وسيحسب للرئيس أبو مازن أنه قرر تأمين هذا الحق الدستوري للمواطنين الفلسطينيين في زمن خفت نجم الديمقراطية في دول كانت مصنفة في مراتب متقدمة. 

يمثل الرئيس ابو مازن إرادة الشعب الفلسطيني، وبهذا المرسوم يؤكد للعالم جدارة هذا الشعب في الاستقلال والحرية في دولة ذات سيادة، كما يؤكد طموحه في صنع مستقبل آمن للمنطقة في ظل وسلام عادل، فلا استقرار وازدهار إلا بتحقق أهداف الشعب الفلسطيني، وتمكينه من تجسيد إرادته دون أي تدخل من أي دولة أو قوة أو كيان في العالم.

 

kh

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024