الصحة العالمية: الوقود في مستشفيات جنوب قطاع غزة يكفي لثلاثة أيام فقط    انتشال 49 شهيدا حتى الآن من مقبرة جماعية ثالثة تم اكتشافها داخل مجمع الشفاء    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 34844 شهيدا وأكثر من 78404 إصابات    الاحتلال يغلق معبر كرم أبو سالم بعد إدخال شاحنة وقود لـ"الأونروا"    مدفعية الاحتلال تستهدف مبان سكنية وسط مدينة رفح    الشيخ: نرفض أي شكل من أشكال الوصاية على معبر رفح    الاحتلال يهدم أربعة مساكن في الجفتلك شمال أريحا    موسكو تطالب بـ"امتثال صارم" للقانون الدولي فيما يتعلق بتوغل الاحتلال في رفح    مع دخول العدوان يومه الـ215: عشرات الشهداء والجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة    الاحتلال يعتقل 30 مواطنا من الضفة ما يرفع حصيلة الاعتقالات منذ 7 أكتوبر إلى 8640    الاحتلال يعيد فتح معبر كرم أبو سالم التجاري ويواصل اغلاق معبر رفح    بسبب المقاطعة: تراجع أرباح شركة "أمريكانا للمطاعم"    السلطات الإسرائيلية تباشر هدم 47 منزلا في النقب داخل أراضي الـ48    بوريل: لا مكان آمن في قطاع غزة ونحن على مشارف أزمة إنسانية كبرى    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 34789 شهيدا و78204 اصابات  

ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 34789 شهيدا و78204 اصابات

الآن

دكتاتورية الديمقراطية

بقلم: فتحي البس
 في برنامج بلا قيود، عبر قناة الـ "بي بي سي" العربية، استخدم الروائي الليبي المعروف إبراهيم الكوني مصطلحا جديدا استوقفني" دكتاتورية الديمقراطية"، وبالأصل، هما مصطلحان مختلفا الدلالة ومتناقضان. ولست في صدد الدخول في تعريف أيٍّ من المصطلحين وأشكالهما وتجلياتهما في النظم السياسية المعاصرة، لكن المهم أنهما نقيضان، فلماذا يلجأ إبراهيم الكوني، الروائي والدبلوماسي إلى هذا التوصيف في معرض حديثه عن المشكلات المعاصرة لأنظمة الحكم "الجديدة".؟ إبراهيم الكوني ابن الصحراء والطوارق، لكنه عاش معظم حياته في الغرب، غزير الإنتاج، ترجمت أعماله إلى لغات عدة. مستنيرٌ ومطلع على النظم السياسية ومضامينها، لكنه في كل أعماله الساحرة انطلق من إبراز ثقافة المجتمع الصحراوي وأساطير الطوارق وبيئتهم تعبيرا عن إيمانه بحقوق الأقليات الثقافية ويتبعها بالتأكيد الحقوق السياسية، وبعد كل هذه التجارب يصف العالم المعاصر بأنه يخضع لدكتاتورية الديمقراطية. كتب في الموضوع وسبقه آخرون. بالتفكير والتدبر العميق لحال العالم، خاصة الدول العربية التي تتحدث عن الديمقراطية، نجد أن من يفوز بالانتخابات بنسبة لا تتجاوز أحياناً واحداً بالمئة، يبدأ بفرض رؤيته وأسلوبه في الحكم وفرض آيديولوجيته بإقصاء النصف الآخر، شريكه في العملية الديمقراطية، يلغي ما كان قائما ويبدأ من جديد، فيصبح ممارسا للدكتاتورية بأبشع صورها، فبدل أن يطبِّق مبدأ الديمقراطية الأساسي وهو حكم الشعب، تحترم فيه الأغلبية حقوق الآخرين خاصة الأقلية حتى لو فاز بنسبة عالية من الأصوات، يلجأ في حكمه إلى أساليب النظم الشمولية، حكم الشخص أو الحزب أو الطبقة أو المجموعة الواحدة، فارضا سلطته وأفكاره ورؤيته على كل الشعب بأدوات الدولة القوية وسلطتها وأجهزتها بما فيها سلطة المال، وبالتالي بدل أن يسود السلام في المجتمع، ينقسم ويتصارع ويتحارب، وصولا أحيانا إلى دمار شامل، يسيل فيه الدم مدرارا. بالتطبيق على حالتنا في فلسطين، ونحن نتحدث عن انتخابات مقبلة، ماذا نريد؟ نريد انتخابات نزيهة تقود إلى مشاركة حقيقية في القرار والسلطة، وتبني المشاريع التي تكون بوصلتها فلسطين ودحر الاحتلال وتحقيق الاستقلال ولو أنه سيكون استقلالا نسبيا لأن مرحلة التحرر الوطني لم تنجز بعد. ولكي لا تتحول "الديمقراطية" إلى دكتاتورية، يجب على الناخب أن يختار بدقة ويصوِّت لمن يستطيع ضمان التعددية واحترام الحقوق والبناء. القُدرة هنا أهم بكثير من الشعارات، والقدرة ليست فقط على إدارة الشؤون اليومية لحياة جزء من الشعب الفلسطيني، بل إدامة الصراع وامتداده خارج الوطن، عربيا ودوليا، فقرابة نصف الشعب الفلسطيني يعيش في الشتات، وله أمانيه وطموحاته ومشاكله ومصاعبه ومتطلبات حياته اليومية.

 

 

 

kh

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024