الصحة العالمية: الوقود في مستشفيات جنوب قطاع غزة يكفي لثلاثة أيام فقط    انتشال 49 شهيدا حتى الآن من مقبرة جماعية ثالثة تم اكتشافها داخل مجمع الشفاء    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 34844 شهيدا وأكثر من 78404 إصابات    الاحتلال يغلق معبر كرم أبو سالم بعد إدخال شاحنة وقود لـ"الأونروا"    مدفعية الاحتلال تستهدف مبان سكنية وسط مدينة رفح    الشيخ: نرفض أي شكل من أشكال الوصاية على معبر رفح    الاحتلال يهدم أربعة مساكن في الجفتلك شمال أريحا    موسكو تطالب بـ"امتثال صارم" للقانون الدولي فيما يتعلق بتوغل الاحتلال في رفح    مع دخول العدوان يومه الـ215: عشرات الشهداء والجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة    الاحتلال يعتقل 30 مواطنا من الضفة ما يرفع حصيلة الاعتقالات منذ 7 أكتوبر إلى 8640    الاحتلال يعيد فتح معبر كرم أبو سالم التجاري ويواصل اغلاق معبر رفح    بسبب المقاطعة: تراجع أرباح شركة "أمريكانا للمطاعم"    السلطات الإسرائيلية تباشر هدم 47 منزلا في النقب داخل أراضي الـ48    بوريل: لا مكان آمن في قطاع غزة ونحن على مشارف أزمة إنسانية كبرى    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 34789 شهيدا و78204 اصابات  

ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 34789 شهيدا و78204 اصابات

الآن

الاستقلال والديمقراطية لا ينفصلان

باسم برهوم

قرأت لأحد الصحفيين الفلسطينيين مقالاً يطالب فيه إدارة الرئيس الأميركي بايدن بنشر الديمقراطية في فلسطين، بصراحة أغاظتني هذه المطالبة، ليس لأنني ضد نشر الديمقراطية، وإنما لأن الصحافي أولا اعتبر أن فلسطين دولة مستقلة، ويريد من واشنطن أن تفرض الديمقراطية فيها، ثم ألم يرى هذا الصحافي كيف نشرت الولايات المتحدة الديمقراطية في بعض دول المنطقة العربية، التي أصبحت غابة من المليشيات المسلحة، ومن ضمنها "داعش"، وتغول الفساد والفاسدين؟. كنت أود أن يطالب هذا الصحافي واشنطن بالضغط من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله، في دولة ذات سيادة كباقي شعوب الأرض.

الديمقراطية مسألة يفرضها الشعب الفلسطيني بإرادته الحرة،  وليس عبر إملاءات وتدخل خارجي. ألم نر خراب تلك الدول العربية، وانتشار الفوضى فيها باسم الديمقراطية؟. ما يحتاجه الشعب الفلسطيني هو السير على خطين في آن معا، خط النضال الوطني من أجل الحرية والاستقلال، وخط بناء نظام سياسي ومؤسسات دولة على أسس ديمقراطية. ثم أي حديث عن ديمقراطية حقيقية في ظل الانقسام، وانفصال قطاع غزة عن الشرعية الوطنية هو حديث منفصل عن الواقع، بهذا المعنى نحن بحاجة لخط نضالي ثالث هدفه إنهاء الانقسام وإجراء انتخابات تكرس مبدأ التداول السلمي للسلطة.

هناك وهم غذته أطراف خارجية وداخلية بأن واشنطن وغير واشنطن يمكن أن تكون أكثر حرصا على مصالح الشعب الفلسطيني، وهؤلاء هم من زرع إسرائيل على أرضنا ولا يزالون يقدمون لها كل أشكال الدعم والتفوق، ويمنعون بكل السبل ويحرمون الفلسطينيين من الحرية والاستقلال. هؤلاء هم من يعزز فكرة الانقسام وتغييب الديمقراطية وليس نشرها في فلسطين.

في مواجهة هذا الوهم، هنالك حاجة لاستراتيجية وطنية جامعة، تشمل الجميع، تعمل على المستويات الثلاثة المذكورة من أجل إنهاء الاحتلال، وإنهاء الانقسام وتعزيز الديمقراطية. هذه الاستراتيجية لا نحتاج أن يمليها علينا أحد إنها أمر من صلب حياتنا وواقعنا، ومن بديهيات  نضالنا الوطني. كل ما نحتاجه أن تكف الأطراف الخارجية عن التدخل، بل والكف عن صب الزيت على نار الانقسام وزرع الفوضى والاقتتال الداخلي، ما يمنعنا  من تكريس كل الطاقات لمجابهة الاحتلال الإسرائيلي.

ومن أجل الخروج من المأزق الراهن، أعتقد أننا مطالبون بتقديم مبادرة ومسودة مشروع وطني يفتح نقاشا وطنيا يشارك به الجميع بحرية تامة ومن ثم يتم التوافق عليه وعلى ما يمكن أن يقترح من تعديلات لتصبح خطة للعمل الوطني تسير على ثلاثة أرجل، المقاومة الشعبية ضد الاحتلال، وإنهاء الانقسام وتعزيز الديمقراطية.

لم أر حالة فلسطينية فيها مثل هذه الكراهية الداخلية، وتعميم استخدام لغة التخوين والتكفير والتحريض على بعضنا البعض كما نحن اليوم. لذلك علينا أن نخرج فورا من المأزق الراهن وتخفيف الاحتقان  واستبداله بحوار وطني شامل، إلى طاولة حوار مسؤولة، وليس بهدف أن تكون ميدانا آخر للمناكفات. ما هو مطلوب أن يرى كل طرف المعادلة بعينين اثنتين ولا يكتفي كل طرف برؤية النصف الفارغ من كأس الآخر، فالشعب الفلسطيني كل الشعب الفلسطيني مستهدف من العدو الصهيوني.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024