الصحة العالمية: الوقود في مستشفيات جنوب قطاع غزة يكفي لثلاثة أيام فقط    انتشال 49 شهيدا حتى الآن من مقبرة جماعية ثالثة تم اكتشافها داخل مجمع الشفاء    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 34844 شهيدا وأكثر من 78404 إصابات    الاحتلال يغلق معبر كرم أبو سالم بعد إدخال شاحنة وقود لـ"الأونروا"    مدفعية الاحتلال تستهدف مبان سكنية وسط مدينة رفح    الشيخ: نرفض أي شكل من أشكال الوصاية على معبر رفح    الاحتلال يهدم أربعة مساكن في الجفتلك شمال أريحا    موسكو تطالب بـ"امتثال صارم" للقانون الدولي فيما يتعلق بتوغل الاحتلال في رفح    مع دخول العدوان يومه الـ215: عشرات الشهداء والجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة    الاحتلال يعتقل 30 مواطنا من الضفة ما يرفع حصيلة الاعتقالات منذ 7 أكتوبر إلى 8640    الاحتلال يعيد فتح معبر كرم أبو سالم التجاري ويواصل اغلاق معبر رفح    بسبب المقاطعة: تراجع أرباح شركة "أمريكانا للمطاعم"    السلطات الإسرائيلية تباشر هدم 47 منزلا في النقب داخل أراضي الـ48    بوريل: لا مكان آمن في قطاع غزة ونحن على مشارف أزمة إنسانية كبرى    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 34789 شهيدا و78204 اصابات  

ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 34789 شهيدا و78204 اصابات

الآن

هل تورط نتنياهو باغتيال رابين؟

باسم برهوم

عائلة رئيس وزراء إسرائيل الاسبق إسحاق رابين، الذي تم اغتياله قبل 26 عاما، تتهم نتنياهو بطريقة غير مباشرة بأنه هو المسؤول عن عملية الاغتيال، فقد قال "يوناتان بن أرتسي" احد أفراد عائلة رابين، "إنه بعد إسقاط المجتمع الإسرائيلي لنتنياهو يمكن أن نقول إن مدة الحداد قد انتهت". هذا الكلام بمفهوم عرف الاخذ بالثأر هو اتهام مباشر لنتنياهو أنه كان وراء عملية الاغتيال.. فهل لدى عائلة رابين معلومات أو أدلة أكثر من كونه كان المسؤول عن حملة التحريض التي قادت الى عملية الاغتيال..؟؟
قال "بن أرتسي": إن الشعب الإسرائيلي انتصر على الدكتاتورية، على نزعة حكم الفرد التي كان يمثلها نتنياهو. مضيفا ان التحريض هو الذي قاد لاغتيال رابين في نهاية المطاف، وشبه سنوات حكم نتنياهو بأنها الأسوأ في تاريخ إسرائيل.
هذا الكلام بحد ذاته دليل على وجود تيار صهيوني يميني أكثر فاشية يمكن ان يقوم بأي شيء ليكون هو المتحكم وصاحب القرار في إسرائيل، وإذا أنعشنا ذاكرتنا، فإن عملية اغتيال رابين في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر 1995 لم تنه حكم اليسار الاسرائيلي، وحسب، بل أنهت أيضا عملية السلام، وادت مع الوقت الى تغير بنيوي في المحتمع الاسرائيلي. فمع هذا التغير الذي حرر الاقتصاد الى أبعد الحدود، تراجع ما كان كان يطلق عليه المعسكر العمالي، هذا المعسكر الذي أسس إسرائيل وحكمها حتى عام 1977 عندما فاز اليمين للمرة الاولى بزعامة مناحيم بيغن.
على كل حال، اليمين الصهيوني الفاشي كان موجودا منذ تأسيس الحركة الصهيونية وبشكل موازٍ للمعسكر العمالي. هذا التيار الذي أعلن عن نفسه في عشرينيات القرن العشرين، وكان يطلق على نفسه "الصهيونية التصحيحية".
وفي السياق التاريخي ذاته فقد خرجت من تحت عباءة هذا التيار الأكثر فاشية المنظمات الأكثر إرهابا مثل "الارغون" و"الشتيرن" التي ارتكبت أبشع المجازر بحق الشعب الفلسطيني قبل وخلال نكبة عام 1948، وكانت من وراء اغتيال ممثل الأمم المتحدة في فلسطين، الدبلوماسي السويدي، الكونت برنادوت، وقامت بنفس الوقت بتفجير فندق الملك داود في القدس. كما أن هذا التيار كان يخطط لعملية انقلاب على بن غوريون، لأنه وافق على قرار التقسيم، وهم كانوا يريدون دولة يهودية تشمل كل فلسطين وشرق الاردن.
وبالمناسبة والد نتنياهو واسمه بن صهيون نتنياهو، كان مؤرخا يمينيا متطرفا للتاريخ اليهودي، وكان مرافقا لجيبوتنسكي مؤسس الصهيونية التصحيحية، التي هي جذر التيار الأكثر فاشية، فهو سليل هذا الفكر وهذه الايديولوجيا، وهذا ما أرادت عائلة رابين الإشارة اليه وهي توجه اليه إصبع الاتهام.
لا يمكن تقدير مدى تأثير هذه التصريحات الأكثر جرأة في اتهام نتنياهو وتحميله مسؤولية اغتيال رابين، ولكن الأكيد أنها دليل على انقسام عميق داخل المجتمع الاسرائيلي، وهو انقسام له جذور ومبررات وأسباب. وما يهمنا نحن في فلسطين أن نجد في نهاية الأمر يوما تعترف فيه إسرائيل بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وحقه بأن تكون له دولة مستقلة ذات سيادة.
وحتى ذلك الحين، فإن نضالا فلسطينيا يجب أن يتواصل ويستمر بعزم وتصميم حتى نصبح أكثر تأثيرا في قرار المجتمع الاسرائيلي، ولكي نكون بهذا التأثير، نحتاج أن نكون موحدين ومتماسكين وملتفين حول برنامج وأهداف سياسية واحدة.

 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024